الرئيسية / شخصيات عالمية / خالد بن الوليد: سيف الله المسلول

خالد بن الوليد: سيف الله المسلول

خالد بن الوليد

خالد بن الوليد: سيف الله المسلول

خالد بن الوليد سيف من سيوف الله

خالد بن الوليد بن المغيرة من بني مخزوم ( توفي 642م ) صحابي جليل وقائد عسكري مسلم أسلم بعد صلح الحديبية لقبه رسول الله سيف الله المسلول وقاد الجيوش الإسلامية في حروب الردة وفتح العراق والشام.

يقول عنه المؤخرون أنه لم يهزم في معركة قط لا في الجاهلية ولا في الإسلام، استمتعوا معنا الان بأروع قصص خالد بن الوليد من قسم : قصص وعبر .

أسلم خالد بن الوليد متأخرا، قبل فتح مكة بستة أشهر، في صفر للسنة الثامنة من الهجرة وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين

. بعد إسلامه شارك خالد بن الوليد في غزوة مؤتة ضد الغساسنة والروم،

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بتلك الغزوة «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب،

ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله».

معارك خالد بن الوليد

شارك خالد بن الوليد في كثير من المعارك فقد أَمَّره الرسول على إحدى الكتائب لفتح مكة، وأثناء غزوة تبوك استعمله

في سرية للقبض على أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل، ويوم حنين كان على مقدمة الجيش. في حروب

المرتدين واجه خالد بجيشه سجاح مدعية النبوة، كما واجه مسيلمة الكذاب، أشد المتنبِّئين خطراً، ودارت معركة ع

نيفة انتهت بهزيمة بني حنيفة ومقتل مسيلمة.

تأمين حدود الدولة الإسلامية

كان خالد بن الوليد في مقدمة القادة الذين أرسلهم أبو بكر الصديق لتأمين حدود الدولة الإسلامية ناحية العراق وفارس،

وحقق انتصارات عديدة على الفرس، وفتح جزءاً كبيراً من العراق. بعد أن ثبت سيف الله المسلول أقدامه في العراق،

وبعد انتصاراته على الفرس، رأى أبو بكر الصديق أن يتجه بفتوحاته إلى الشام،

فقال والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، وبالفعل استطاع القائد الخبير الوصول إلى

الشام في وقت قليل لنجدة المسلمين هناك بعد أن سلك طريقاً مختصراً عبر الصحراء .

خالد بن الوليد القائد الداهية

وصل خالد إلى الشام، وأعاد تنظيم الجيش، فقسمه إلى كراديس «كتائب»،

وجعل كل واحد من قادة المسلمين على رأس عدد منها، أبو عبيدة في القلب على 18 كتيبة،

ومعه عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو، وعمرو بن العاص في الميمنة على عشرة كتائب ومعه شرحبيل بن حسنة،

ويزيد بن أبي سفيان في الميسرة على عشرة كتائب أخرى.

كانت قوات المسلمين موزعة في الأقاليم المخصصة لها، وتوزعت القوات الرومية في ناحيتين،

الأولى على الساحل لملاقاة عمرو بن العاص في فلسطين، أما الثانية فوجهتها حمص وبعلبك ودمشق،

لشل قوات عمرو بن العاص ثم الالتفاف حول بقية قوات المسلمين وتدميرها، لذلك قرر

القائد الداهية أن تتجمع جيوشه في «سهل اليرموك» على أن تبقى بعض قوات عمرو في فلسطين لصد تقدم القوات الرومية تجاهه.

معركة اليرموك

باشر جيش الروم بالهجوم، واستطاعوا اختراق كتائب الجيش الإسلامي من الميمنة والميسرة والنفاذ إلى مقر القيادة خلف القلب، والاقتراب من خيمة القائد خالد بن الوليد.
واجه خالد ميسرة الروم التي هجمت على ميمنة الجيش، فقتل منهم ستة آلاف، واستمر القتال ستة أيام متتالية، كانت الأيام الأربعة الأولى صعبة على الجيشين حتى اليوم الخامس والسادس، فانهارت قوى جيش الروم، وظهرت بوادر نصر المؤمنين وهزيمة الروم المشركين.

 

قُبيل المعركة توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، الذي أرسل كتاباً إلى أبي عبيدة بن الجراح يأمره بإمارة الجيش وعزل خالد،

لأن الناس فتنوا بخالد، حتى ظنوا أن لا نصر بدون قيادته، ولكن أبا عبيدة أخفى الكتاب لحين انتهاء المعركة، وامتثل خالد للأمر وعاد جندياً في صفوف الجيش بعد أن كان أميراً.

وبعد انتهاء المعركة وقد قتل عشرات الآلاف من الروم، وأسر الآلاف، قرر هرقل قيصر الروم الهروب إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية.

 

خالد بن الوليد في فتح مكة:

تنكث قريش عهدها مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم فيتحرك المسلمون تحت قيادته لفتح مكة،

وعلى الجناح الأيمن من الجيش يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد أميرًا، ويدخل خالد

مكة واحدا من قادة الجيش المسلم، بعد أن شهدته سهولها وجبالها قائدًا من قواد جيش الوثنية والشرك زمنًا طويلاً،

وينتفض تحت روعة المشهد وجلاله، مشهد المستضعفين الذين لا تزال جسومهم تحمل ءاثار التعذيب والتنكيل،

يعودون إلى البلد الذي أخرجوا منه بغيًا وعدوانًا، يعودون إليه على صهوات جيادهم، وتحت رايات الإسلام الخفاقة.

ويشهد سيدنا خالد هذا الفتح العظيم المبارك وهو بطل من أبطاله.

خالد بن الوليد في حروب الردة:

بعد أن توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وحمل أبو بكر رضي الله عنه مسؤولية الخلافة، هبت أعاصير الردة

ونشبت نيران الفتنة في قبائل أسد غطفان وعبس وطيء وذبيان، ثم في قبائل بني عامر وهوازن وسليم وبني تميم وصارت

جيوشًا جرارة قوامها عشرات الألوف من المقاتلين، وواجه الإسلام محنة خطيرة، ولكن كان هناك

أفضل أولياء أهل الأرض من البشر بعد الأنبياء سيدنا أبو بكر رضي الله عنه الذي عبأ المسلمين وقادهم

إلى حيث كانت قبائل بني عبس وبني مرة وذبيان قد خرجوا في جيش كبير، وانتصر المسلمون.

ثم إلى معركة ثانية يكون فيها سيدنا خالد بن الوليد أمير لواء، وقد قال له سيدنا أبو بكر: سمعت رسول الله يقول:

« نعم عبد الله، وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله، سله الله على الكافرين والمنافقين »

معركة اليمامة

، ومضى خالد إلى سبيله ينتقل بجيشه من معركة إلى معركة ومن نصر إلى نصر حتى كانت المعركة الفاصلة«

باليمامة » حيث كان بنو حنيفة ومن انحاز إليهم من القبائل قد جيشوا أخطر جيوش الردة قاطبة يقودها مسيلمة الكذاب،

وقد جاء الأمر من سيدنا أبي بكر الصديق للقائد البطل خالد بن الوليد أن سِرْ إليهم، وسار سيدنا

خالد ولم يكد مسيلمة يعلم أن ابن الوليد في الطريق إليه حتى أعاد تنظيم جيشه ليكون خصمًا رهيبًا وخطرًا حقيقيًا ضد جيوش الحق.

ونزل خالد بجيشه على كثيب مشرف على اليمامة، وأقبل مسيلمة في خيلائه وبغيه وبصفوف

جيشه الكثير العدد، وسلم خالد الألوية والرايات لقادة جيشه، والتحم الجيشان ودار قتال وسقط العديد من المسلمين شهداء،

ثم أبصر خالد رجحان كفة الأعداء فاعتلى بجواده ربوة قريبة ونظر إلى سير المعركة وصار ينادي فيالق

جيشه وأجنحته، ثم صاح بصوته: امتازوا لنرى اليوم بلاء كل حي. فمضى المهاجرون تحت رايتهم والأنصار

تحت رايتهم، واشتعلت الأنفس حماسة، وامتلأت عزمًا، وخالد يرسل بين الحين والحين

تكبيرة أو تهليلة أو صيحة يلقي بها أمرا، وفي دقائق معدودة تحول اتجاه المعركة وراح جنود مسيلمة يتساقطون بالعشرات، وقتل مسيلمة الكذاب وملأت جثث رجاله وجيشه أرض القتال، وطويت راية الكذاب تحت التراب.

ثم أرسل أبو بكر الصديق توجيهاته إلى خالد بن الوليد أن يمضي بجيشه نحو العراق. ولقد استهل عمله في العراق بكتب أرسلها إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم: من خالد بن الوليد … إلى مرازبة فارس….سلام على من اتبع الهدى… أما بعد، فالحمد لله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهن كيدكم…فوالذي لا إله غيره لأبعثنَ إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة.

وجاءت طلائعه التي بثها في كل مكان بأنباء الزحوف الكثيرة التي يعدها له قواد الفرس في العراق، فلم يضيع وقته فاستولى بسرعة كبيرة على الأبلة، والسدير، والنجف، والحيرة، فالأنبار، فالكاظمية، مواكب نصر تتبعها مواكب ترتفع فيها رايات الإسلام. وسار بجيشه الظافر يصحبه النصر حتى وقف على تخوم الشام لمحاربة الروم.

شوق خالد بن الوليد إلى الشهادة

توفي خالد بن الوليد في حمص في 18 من رمضان 21هـ – 642م، وحينما حضرته الوفاة،

انسابت الدموع من عينيه لشوقه إلى الشهادة، فقد عزَّ عليه أن يموت على فراشه،

وقال: لقد حضرت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وهاأنذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.

شاهد أيضاً

هالة عاتق: فتاة سوريه غيرت تاريخ أمريكا

هالة عاتق: فتاة سوريه غيرت تاريخ أمريكا

هالة عاتق: فتاة سوريه غيرت تاريخ أمريكا هل تدرون من هي هذه الفتاة؟ إنها الفتاة …