المسجد الاقصى وهيكل سليمان المزعوم
أالمسجد الاقصى وهيكل سليمان المزعوم ولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبي الإسلام
محمد صلى الله عليه وسلم.
ظل على مدى قرون طويلة مركزا لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، وميدانا
للاحتفالات الدينية الكبرى، والمراسيم السلطانية
تاريخ المسجد الأقصى:
ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: “المسجد الحرام”، قال: قلت ثم أي؟
قال: “المسجد الأقصى”،
قلت: كم كان بينهما؟ قال: “أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد”.
والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام بأمر من الله تعالى،
دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام،
تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالي العام 2000 قبل الميلاد،
ثم تولى المهمة ابناه إسحاق ويعقوب عليهما السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد.
العهدة العمرية
في واحدة من أشهر الفتوحات الإسلامية عام 15 للهجرة (636 للميلاد)، جاء الخليفة عمر بن الخطاب
من المدينة المنورة إلى القدس وتسلمها من سكانها في اتفاق مشهور
بـ”العهدة العمرية”، وقام بنفسه بتنظيف الصخرة المشرفة وساحة الأقصى، ثم بنى مسجدا صغيرا عند معراج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد وفد مع عمر العديد من الصحابة، منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وأبو ذر الغفاري.
وكان اسم المسجد الأقصى قديما يطلق على الحرم القدسي الشريف وما فيه من منشآت،
وأهمها قبة الصخرة التي بناها عبد الملك بن مروان عام 72 للهجرة (691 للميلاد) مع المسجد الأقصى، وتعد واحدة من أروع الآثار الإسلامية،
ثم أتم الخليفة الوليد بن عبد الملك البناء في فترة حكمه التي امتدت ما بين 86-96 للهجرة. ويختلف بناء المسجد الحالي عن بناء الأمويين،
حيث بُني المسجد عدة مرات في أعقاب زلازل تعرض لها على مدى القرون الماضية، بدءًا من الزلزال الذي تعرض له -أواخر حكم الأمويين-
عام 130 للهجرة، مرورا بالزلزال الذي حدث في عهد الفاطميين عام 425 للهجرة
الأقصى في وجه الاحتلال
قصة الهيكل ألمزعوم
الهيكل الأول، أو هيكل سليمان
الهيكل الأول، أو هيكل سليمان، بناه نبي الله سليمان بن داوود، واستمر في بناءه من السنة الرابعة بعد توليه العرش حتى العام العشرون،
وفقا ما جاء في التوراه، وكان معبد يهودي عظيم يؤرخ على جدرانه الوصايا التي أوصى بها موسى، وموضوع به تابوت العهد،
والمعبد كان المكان الوحيد المسموح لليهود التعبد فيه للرب الذي فضلهم عن غيرهم وجعلهم شعب الله المختار، ويحرم على غيرهم دخوله.
تدمير الهيكل اليهود منذ قديم الأذل كانت القدس ديار لهم وكانوا يتعبدون فيها للرب داخل الهيكل المقدس،
حتى جاء قضاء الله على اليهود بأن يخرجوا منها عندما هاجمهم “نبوخذ نصر الثاني” ملك بابل، فدمر القـدس وهدم الهيكل، عام 587 ق.م،
وقام بسبى معظم اليهود. الهيكل الجديد بناء الهيكل الثاني ثم الثالث بعد هدم نبوخذ نصر للهيكل،
تم تفريق اليهود في معظم بقاع الأرض لأن الأخير قام بتفريقهم،
وكسر شوكتهم، ولكنهم قاموا ببناء الهيكل مرة ثانية في فترة ما بين 515–520 ق.م ولكن الهيكل هدم مرة أخرى خلال حكم المكدونين،
على يد الملك أنطونيوخوس الرابع، وذلك لقمع ثورة اليهود عام 170 ق.م، وظل الهيكل مدمر لسنين، حتى أعيد بناءه عام 40 ق.م، على يد الملك هيرودوس، ملك اليهود في ذلك الوقت،
بمساعدة الرومان، ولكن اليد التي بنته هي نفسها التي هدمته للمرة الأخيرة وللأبد، فقام الرومان بهدم المعبد مرة ثالثة، عام 70 م ودمروا القدس اليهودية القديمة بأسرها.
الهيكل الجديد ودولة إسرائيل
الهيكل الجديد ودولة إسرائيل بعد أن قامت دولة إسرائيل عام 1946 كان الشغل الشاغل لهم، هو بناء الهيكل الثالث مرة أخرى،
واعتبروا أن أرضهم التاريخية التي كانوا فيها منذ دخلوها مع موسى حق لهم، بل وكافحوا من أجل القضاء على أي سيادة فلسطينية بها أو حتى مسيحية،
لكي تصبح الديانة اليهودية هي الديانة صاحبة الشأن الأعظم في القدس، ادعى اليهود أن مكان الهيكل القديم هو تحديدا “جبل الهيكل” أو قبة الصخرة،
والتي بنى فوقها عبد الملك بن مروان مسجده “قبة الصخرة” ليكون شوكة في حلق المشروع اليهودي للأبد، فأي طموحات أو محاولات يهودية لبناء الهيكل الثالث،
يقف أمامها واقع أن هناك بالفعل مسجد ديني إسلامي في هذا المكان لا يمكنهم التفكير في هدمه لبناء هيكلهم، وهو ما يزعجهم دائما، ويرفضون دائما الاستغناء
عن القدس الشرقية للفسطينيين، لأنها جزء من الأرض التاريخية للهيكل، وإذا تم الاعتراف بدولة فلسطين يعني هذا انتهاء مشروع إعادة بناء الهيكل الجديد للأبد، فمازال
حلم الهيكل ليراودهم في سكرات نومهم حتى هذه اللحظة.
حلم البحث عن هيكل سليمان
حلم البحث عن هيكل سليمان، كان ملازما لحلم دولتهم في فلسطين، ولم يكن اللعب على الوتر الديني اليهودي وأساطيره لتكون فلسطين وطن اليهود الموعود والمختار،
لم يكن منفصلا عن عقيدة بناء الهيكل، وأحكامها، وروادعها لمن يتخلى عنها، لأنه ينفي حلم الوطن الموعود !!
ويستندون إلى ما ورد في سفر الملوك الأول، وسفر أخبار الناس الثاني من التوراة، بأن أول من فكر في بناء الهيكل في أورشليم هو الملك داود،
ولكن الله أوحى إليه أن يدع بناءه لإبنه سليمان لينسب إليه، ويسمى هيكل سليمان، ويضم تابوت العهد أو قدس الأقداس، وفيه الألواح التي أنزلت على موسى ..
وتقول رواياتهم : إن ما سجله عدد من ثقاة المؤرخين عن الهيكل، يتفق مع «التوراة» بأن سليمان أراد أن يعوض بني إسرائيل عن الحرمان الطويل
الذي كابدوه في صحراء التيه على عهد موسى بعد طردهم من مصر، فبنى الهيكل على جبل موريا من جبال أوشليم،
وجاء سليمان بخشب الهيكل من أرز لبنان إذ فاوض «حيرام» ملك صور، فأرسل الملك «حيرام» الخشب وأدى سليمان ثمنه ذهبا .. واستخدم في بنائه 145 ألف عامل، وتم البناء في سبع سنين!!
كنيسا صغيرا باسم «الكهف»
ولأن الفكر التوراتي كان الخلفية والمرجعية، أقام الإسرائيليون كنيسا صغيرا باسم «الكهف» أسفل المنطقة بعد سبيل قايتباي،
ويعتقدون بأنهم اقتربوا من المنطقة أسفل مسجد قبة الصخرة، وأيضا أقاموا بالقرب منه متحفا أسموه «سلسلة مركز الأجيال» الذي صممه ألياف مخاليلي،
ويعرض التاريخ اليهودي القديم والحديث من وجهة نظر صهيونية !! وفي الناحية الغربية لساحة البراق أقام الإسرائيليون متحفا في العام ( 2008 ) يعرض فيه تاريخ اليهود في القدس،
خاصة عن دور الملك داود في تأسيس القدس، وأنشئ هذا المتحف في مركز يسمى «أيشاها توراة»، أي «نار التوراة»، الذي أسسه الحاخام اليهودي نوح واينبرج عام 1974،
ويضم المتحف مجسما ضخما للهيكل الثاني الذي بناه «هيرود» عام 19 ق.م، وشاشة كبيرة في ساحة البراق، ويعرض فيه ـ بتقنية الصوت والضوء ـ التاريخ اليهودي،
بالإضافة إلى مركز تعليم لطقوس الهيكل حتى يكون الجيل الجديد من الشباب الإسرائيلي مستعدا للهيكل الثالث الذي يتمنى الإسرائيليون بناءه في نفس ساحة الأقصى بعد دمار مسجدي قبة الصخرة والأقصى !!
خاب ظنهم ولم يجدوا أثرا للهيكل:
ويؤكده علماء الآثار ومن بينهم يهود، «مائيير بن دوف » مثلا ، بأنه لا يوجد أثرا لما يسمى بجبل الهيكل أسفل المسجد الأقصى،
وأشار في دراسة أعدها إلى عدم وجود أثر للهيكل في العصر الإسلامي ، وأن الحفريات التي تمت خلال الـ25 سنة الماضية لم تثبت وجود أي أثر للهيكل أسفل المسجد ..
وقال «مائير بن دوف» : إن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تحاول اقتحام الحرم القدسي،
هي جماعات لا تتبع الشريعة اليهودية التي تحرم دخول المتدينين اليهود إلى ساحات الحرم !! إلا أن هذه الدراسات اليهودية والموثقة لا تلقي
قبولا داخل المجتمع الإسرائيلي، ومازالت عمليات الحفر والبحث والتنقيب تتم أسفل المسجد الأقصى بهدف هدمه لإنشاء الهيكل الثالث
بعد أن فشلوا في إيجاد أي بقايا تدل على وجود أي أجزاء من الهيكل الثاني تحت الأقصى.
طرد عالمة الآثار البريطانية «كاثلين كينيون»
وسبق أن تم طرد عالمة الآثار البريطانية «كاثلين كينيون» من فلسطين بعد فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل الأقصى
وذلك أثناء قيامها بأعمال حفريات بالقدس، فقد اكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات
سليمان ليس له علاقة بسليمان وليس إسطبلات أصلا، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، ونشرت ما توصلت إليه في كتابها (آثار الأرض المقدسة) ..
ويؤكد عالم الآثار الفرنسي «دي سولس» في كتابه «تاريخ الفن اليهودي» أنه تولى بنفسه قياس مساحة الحرم الشريف،
وبحث موضوع مكان إقامة الهيكل، وأن نتائج أبحاثه جعلته يرفض تماما ولا يوافق من يدّعون بأن المسجد قد أقيم فوق الهيكل.
لمؤرخ البريطاني «ويليام داريمبل»،
وعلى نفس مسار نفي المزاعم اليهودية ، يقول المؤرخ البريطاني «ويليام داريمبل»، في كتابه عن القدس بعنوان «المدينة المسحورة» :
كان تقدير العلماء في إسرائيل، أن موقع الهيكل قريب من أسوار مسجد قبة الصخرة، وبدأت الحفريات ، وإستمرت رغم إعتراضات اليونسكو
(منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة ) وعثرت البعثات الإسرائيلية على بقايا معالم أعلنت عنها وهللت لها ،
ثم أضطرت إلى تغطية الإكتشاف كله بستائر من الصمت، لأن البقايا التي عثر عليها لم تكن إلا آثار قصر لأحد الملوك الأمويين ، وهو أمر يدحض الدعاوى اليهودية من الأساس.