صبغ الاسنان باللون الأسود: رمز للجمال في فيتنام
صبغ الاسنان باللون الأسود:كل شعب ثقافته الخاصة به ولكل مجمتع رؤية خاصة حول الجمال ومقاييسه وخاصة اذا كان الامر مرتبط بالمرأة حيث تعتبر هي الاكثر بحثا عن الظهور في ابهى صور الجمال حسب ثقافة مجتمعها الذي تعيش فيه.
يرى البعض ان الرشاقة مقياس الجمال بينما ترى بعض الشعوب ان البدانة تعتبر المقياس الاهم لجمال المرأة,في الوقت نفسه يرى الغرب وعالمنا الشرقى المتأثر بثقافته ان بياض الاسنان سر صحة وجمال الانسان وهو ما يجعلنا علي مختلف اطيافنا نسعى للحصول علي اسنان بيضاء ولامعه.
بينما يجد الباحث في ثقافات الشعوب وأفكارها النقيض تماما لهذا الفكر وهذه الثقافة, حيث يرى ان هناك بعض القبائل التي تعيش في فيتنام تري ان الاسنان السوداء هي رمز الجمال الحقيقي وخاصة للمرأة, وهو ما يجعل المرأة تصبغ اسنانها باللون الاسود لتبدو مثيرة وجذابة في اعين الجميع.
ولكي تتمكن المرأة في المجتمع الفيتنامى من طلاء اسنانها باللون الاسود تقوم بعمل مسحوق متعارف عليه في هذه القبائل مكون من بقايا قشور جوزة الهند مع مسحوق برادة الاظافر يتم خلطهما معا بطريقة معينة هم يجيدونها ليكون الناتج النهائى مسحوقا لزجا اسود اللون يتم طلاء الاسنان به لتبدومثيرة وجميلة بلونها الاسود من وجهة نظرهم.
اسباب الاعتقاد في الاسنان السوداء
ترى هذه القبيله بفكرها المنطقى من وجهة نظرها وحسب موروثها الثقافي ان الاسنان البيضاء هي سمة من سمات الحيوانات البرية, فالحيوانات فقط هي ما تمتاز بالاسنان البيضاء, كما يرون الاسنان البيضاء سمة من سمات الشياطين والارواح النجسة, لذا يجب علي الانسان الا يتشبه بالحيوانات في بياض الاسنان ولمعانها, ولكي يتمكن من فعل هذا يقوم بطلاء اسنانه باللون الاسود ليبدوا متميزا ومختلفا عن باقي المخلوقات الغير عاقلة, كما ان الاسنان السوداء تعد دليلا علي نقاء الانسان وخلوه من الارواح النجسة التي عادة ما تسكن الانسان ذو الاسنان البيضاء, ومن وجهة نظرهم فإن الاسنان السوداء تعمل علي طرد الشياطين.
والمتابع للثقافة الفيتنامية يجد ان الاسنان السوداء في معتقد الفيتناميين تعتبر رمزا لجمال الانثي و خلوها من الارواح الشريرة وهو الفكر الذي يتم تدريسه للفتيات الفيتناميات في المعاهد والمدارس, بل ويعتقد فيه الرجل كثيرا حيث يري الفتاة التي صبغت اسنانها باللون الاسود هي الاكثر جاذبية والافضل للارتباط بها عن غيرها.
فضلا عن كونها نقيه خاليه من الارواح الشريره, بينما يرى الفتاة ذات الاسنان البيضاء اقل جمالا واكثر تشبها بالحيوانات البرية واكثر عرضة لان تكون مسكونه بروح شرير, ولهذا ففي المجتمع الفيتنامى ما ان تبدأ الفتاة في الوصول الي سن البلوغ حتي تعمد الي البحث عن مسحوق السواد لصبغ اسنانها باللون الاسود حتي تضمن ان تجد حظا في زوج المستقبل. هذا الفكر لا يسود كل اطياف المجتمع الفيتنامى المتحضر, بل يعد في الوقت الحالي قاصرا علي بعض القبائل الفيتناميه فقط.
اوهاجورو دهان الاسنان باللون الاسود يعتبر من التبرج ومن زينة النساء اليابان
لقد كانت هذه العادة هي الأكثر شعبية في اليابان حتى عصر ميجي. وقد كانت معروفة أيضا ويتم أدائها في أجزاء من الجنوب الشرقي في الصين و جنوب شرق اسيا. وقد كان صبغ الأسنان في الأصل تقوم به المرأه المتزوجه على الرغم من ان الرجال يفعلون ذلك أيضا بين الحين والأخر. كما أنه مفيد أيضا, فإنه يحمي الاسنان من التسوس بطريقة مماثلة للسدود الحديثة في طب الأسنان .
في اليابان اوهاجورو كانت موجودة بشكل أو بأخر من مئات السنين, وكان ينظر لها بين الشعب كعلامة من علامات الجمال حتى نهاية عهد ميجي. فالأجسام السوداء القاتمة اللون ينظر إليها كجمال الاسم كلمة “اوهاجورو” هي مصطلح ارستوقراطي ياباني.هناك قراءه بديلة لاهاجورو ( حرفيا “الحديد المشروب”) .
قد وصفوا “اوهاجورو” كعادة يابانية مقيتة شوهت المرأه اليابانية . ويتوقع الكوك أن الغرض من ذلك هو العفه بجعل المرأه غير جذابه عمدا لمنع احتمال وجود علاقة خارج إطار الزواج. ولكن الباحث الاجتماعي الياباني كيجي يعترض على هذه النظرية. فإستنادا الى حقيقة ان الفتيات اليابانيات مسموح لهن بقدر كبير من الحرية الاجتماعية والجنسية على حد سواء حتى عهد اوهاجورو عندما تستأنف مسؤولية الزوجة والأم, ويعتقد اتانابي انها طقوس اجتماعية والتي من كلا المجتمع والفتاة بنفسها يؤكدان على تحديد نضج المرأه
الاصباغ المستعمله لطلاء الاسنان
الاصباغ كان المكون الأساسي محلول بني داكن اللون من خلات الحديد يسمى كانيميزو المصنوع من إذابة برادة الحديد في الخل. عندما يخلط المحلول مع خضروات دباغه من مصادر مثل مسحوق العفص أو مسحوق الشاي, يصبح لونها اسود وغير قابلة للذوبان في الماء. وبنفس طريقة مرارة الحديد يتم إنتاج الحبر. هذا السائل ساعد صبغ الأسنان على منع تسوس الأسنان وتسوس المينا. وقد توضع مره واحدة في اليوم أو مرة كل بضعة أيام.وصفه طبية ملائمة، مسحوق ناعم من مسحوق العفص وحامض الكبريتيك وشل المحار أيضا يمكن أن يوضع على الاسنان. وفي مسرحية من المسرحيات، كان يستخدم الحبر مخلوط بزيت التربنتين، على الرغم من أن هذه الأيام يتم استخدام الحبر المخلوط بشمع الأسنان.
الخرافات والأساطير
في عهد ميجي انتشرت شائعات حول منطقة حيث تم فيها رسم بدم فتاة عذراء على خط كهربائي. الكثير من النساء الشابات في تلك المنطقه لم يكن يرغبن بفعل ذلك بدمائهم فنتيجة لذلك قد غيروا من مظهرهم لتتطابق مع مظهر المرأه المتزوجه بتشويه اسنانهم وبصبغ الحواجب وارتداء زي كيمونو بسيط. أماكن أخرى تاريخيا كانت الاسنان السوداء معروفة في الصين وفي جينغ هاي “ولاية شأن” وهناك وصف ل” بلد الأسنان السوداء.”
وفي العصر الحديث يمكن ملاحظة اسوداد الأسنان المماثل الى اوهاجورو بين العديد من الأقليات في جنوب شرق اسيا. وهو منتشر بشكل أساسي بين النساء الكبيرات في السن, وبالرغم من ان هذه العادة قد تقوم بها بعض النساء الاصغر سنا. وفي بعض الأحيان تستخدم الأسنان الاصطناعية لاسوداد الأسنان. في فيتنام كانت عادة صبغ الأسنان يقوم بها الاغلبية من مجموعة عرقية (كينة) فضلا عن شعوب الأقليات. يصبغ رجال سي لا اسنانهم باللون الأحمر بينما نسائهم باللون الأسود. وقد اختفت هذه العادة ببطيء مع كل جيل جديد.